إنّ أساليب التعليم خاضعة لسنة الارتقاء، وقانون التدرج الطبعي، تابعة لهمم القائمين بها، وبذل مجهوداتهم، وجدّهم وكدّهم، في جعل تآليفهم قريبة المنال، جامعة لشتات المسائل، وافية بحاجتهم التي يبغونها، موصلة إلى ضالتهم التي ينشدونها. وقد دلّت التجارب (وليس الخُبْر كالخَبَر) على أن المسائل إذا كانت مميزة الأقسام واضحة المنهج أدلت إلى الطلاب بما تحويه وعَلقت بقلوبهم فلا تجد لها سبيلًا إلى الفرار أو طريقًا إلى النفار. هذا ما حداني أن أضع مؤلفا حديث الأسلوب، متناسق الشكل جداول وأنهارًا، يحوي كل منها بين ضفتيه مسألة أو عدة مسائل من قواعد التصريف، وأعقبت كل باب بالنماذج لينسج الطالب على منوالها، والتمرينات تتلوها ليقيس اللاحق على السابق، فإن المرانة خير الوسائل لرسوخ المسائل واستقرارها في الأذهان. وسميته «هداية الطالب» رافعًا أكفَّ الضراعة إلى المولى أن يجعل له من اسمه حظّا ونصيبًا.