تشكل المختارات نوعًا من النقد وإعادة التوجيه، مع تغير الوعي وتجدد الذائقة وتبدل آليات القراءة ونظمها، والمهمة تبدو أقرب لهذا التصور حينما ينهض الكاتب بالاختيار من بين ما أنجز، مكتفيًا من المشهد الواسع بتفاصيل دالة ومن النهار العميم بنفحة نور، حينها تكون اللقطة القريبة لعين الغزال أشد تعبيرًا عما يقوله الغزالة وقد أطلقته الكتابة في براري المعنى، ذلك بعض ما تعلمنا القصة القصيرة، جملة بعد جملة، باعتمادها الإيجاز طريقًا للتجلي، وما يعلمنا العمر، عامًا بعد عام، وهو يمضي نحو الاكتفاء بالصوت القليل ذي النبرة الهامسة.