سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
الحمد لله الذي جعل تاريخ المسلمين الأوائل مُشـرقاً نقياً والصلاة والسلام على من بعثه الله هاديا نبياً, وعلى اله وصحبه ومن ولاه, ومن كان تقياً.
أما بعد: فإن صيانة تاريخنا الإسلامي المجيد, واستنقاذه من أيدي العابثين, وكذب الحاقدين وجهل الجاهلين, من واجبات أهل العلم والمعرفة, فلا يترك بأيدي المستشرقين يتخذونه غرضا ولا بأيدي المتخاذلين – سهواً أو عمداً – منه ما يشين الأجداد والأمجاد, فيأخذون هذا ويتركون ذاك, لحاجة في نفوسهم, والله مخرج ما يكتُمُون.
وفي هذا العصر نجد شعوباً وأمما تحاول أ تصنع لها تاريخاً, فتجمع الأحجار والأوراق, وتحفر الأنفاق, وتهدم المنازل, وتخرب المساجد... بزعم أن هنالك لهم تاريخاً وتراثاً, مما حملهم على التنقيب والبحث والتخريب على أمل العثور على هذا التاريخ المزعوم. وليس هذا حال تلك أمة فقط, بل هو حال الكثير من الشعوب في هذا العصر, بل وفي كل عصر.
فما بال أمتنا, لديها هذا التاريخ المشرق مخطوطاً ومطبوعاً ولا يولونه اهتماماً؟! من هذا المنطق كان لزاما علينا قراءة تاريخنا قراءة تمحيص وتحقيق, وغربلته مما يشوبه, وتنقيته مما اختلط به, ليخرج مشرقاً ناصعاً نقيا, فينفع الناس, ويكون كما قال ربنا عز وجل: ﭐﱥ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﱤ([1]).
لذا كانت هذه الوريقات, التي أردنا أن تكون نبراساً وطريقاً ممهداً لمن أراد أن يطالع تاريخنا من مصادره ومظانه الصحيحة ليطمئن قلبه، ويزول عنه ما أشكل عليه وأبهم.
وقد جعلتها في خمسة أبواب وخاتمة:
الباب الأول: أسباب القصور في قراءة التاريخ.
الباب الثاني: قواعد في رد الشبهات حول تاريخ آل البيت والصحابة.
الباب الثالث: قواعد في رد الشبهات حول آل البيت.
الباب الرابع: من أهم الكتب المعتمدة في التاريخ الإسلامي.
الباب الخامس: كتب شوهت التاريخ الإسلامي.
الخاتمة: ولقد لخصت فيها البحث.
والله ولي التوفيق.
عبد الكريم بن خالد الحربي