سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
قبل نحو خمس سنوات وُلدتِ يا سلمى، كان القمر بدرًا منيرا، وكنت أنت كذلك بدرًا أضاء لنا حياتنا وأمدّها بالنور، ووجدتُني يا حبّة قلب أبيكِ يومًا أخاطبك بقلمي ولا أصبر على نضجك لتقرئيني، أخاطبك فتاةً عاقلة آملاً أن تجدي في مستقبلك فسحة لقراءة ما كتبتُ، ولعلك تجدين فيه شيئا يسرّ خاطرك ويوقد شيئا في قلبك وعقلك. في هذه الرسائل حديث عن الذكريات، عن الولادة والطفولة، عن الأمومة والأبوة، عن التربية ومسؤوليّاتها، عن الوطن والهجرة، عن تغيّرات الحياة السريعة، وعن هذا العالم الذي يزداد الإنسانُ فيه غربة، عن التكنولوجيا وآفاقها وآثارها، عن الدراسة والعلم، عن المرأة وفطرتها وأزماتها المتفجّرة وعن علاقتها بالرجل، عن الحبّ والعاطفة، عن أزهار هذه الدنيا وأشواكها، وعن تفاصيل أخرى من الحياة أحببتُ أن أبوح بمكنوني حولها لك أنت يا طفلتي الصغيرة ويا فتاتي الكبيرة. إنها محاولة لمسابقة الزمان والقفز إلى المستقبل لمخاطبتك أنت وجيلك آنذاك، محاولة لمخاطبة جيل لا أعرف ملامحه بعد، وتفصل بيني وبينه هوّة من نحو ربع قرن، ستختلف فيها المدخلات والمؤثرات الثقافية والظروف الاجتماعية وغيرها، فهل ستجد كلماتي طريقها إلى عقل ذلك الجيل وقلبه؟