الرواية الفائزة بجائزة الشارقة للمرأة الخليجية 2018 ، تتحدث عن الإنسان المتورط بمتاهة الحنين لوطن لا يكاد يعرفه!
ارتحال عن كل ذلك الألم والحزن الذي يسيطر على الواقع فيحول الحلم الجميل الى كابوس مرعب كله قاذورات وفضلات الانسان التي خلفها جهلة وعبثيته في الحياة ، تلك الحياة المليئة بكل ما يثقل كاهل الانسان ، حتى لو أراد هذا الانسان ان يعيش بحب وسلام وأمن مع كل من حواليه سوف تكون الأحوال والظروف والصعوبات التي هي انتاجاته في الأساس كاشفة عن عورته الخبيثة وأصله الطبيعي فيبان معدنه ، فمن تعهده مسالم يتحول ضمن تلك التعقيدات الى قاتل ، هكذا تكون التعقيدات الحياتية مادة السحر التي يكون لها قوة تغيير الانسان من حال الى حال .
كما تكمن في الانسان حقيقة أخرى الرواية تخبرنا بها وهي ان فعل المغادرة عن الذات والوطن دائما لا يكون حقيقي ، أننا لا نغادر ذاتنا بكل ما ورثناه من الماضي ، أننا ننقل أثاثنا معنا عند المغادرة ، لا نقبل بتأثيث جديد للبقع التي نرتحل لها ، ونحمل أثاثنا الفكري في تكوين العلاقات الانسانية الجديدة ، لا نمارس ولادة جديدة لذاتنا وعالمنا ، حيث نبقى أسيري لحظتنا الاولى .