سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
نظراً لمكانة الصحابة ومنزلتهم وتقديراً لجهودهم وتضحياتهم، فقد نهى الرسولص عن سبهم أو الإساءة إليهم بأي وجه؛ فعن أبي سعيدٍ الخدري t قال، قال النبي ص: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ»([1]).
ولذا فإن من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله ص، وقد بيّن القرآن الكريم أن المؤمنين يدعون ربهم طالبين سلامة قلوبهم من الغل للذين آمنوا وعلى رأسهم صحابة رسول الله ص،
ومع ذلك فقد ابتلينا في زمننا هذا بمن يطعن فيهم أو يحاول النيل من مكانتهم والغض من منزلتهم، لزيف في عقله أو شك في قلبه، أو نقص في دينه، أو محاولة منه لإبطال الكتاب والسنة، وكما يقول الإمام أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة؛ فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة فيكون الجرح به ألصق والحكم عليه بالزندقة والضلالة والكذب والفساد هو الأقوم الأحق»([3]).
فكان أن شمرنا عن سواعد الجد وخصصنا سلسلة من منشوراتنا جعلناها بعنوان: «أولئك مبرؤون» لرد الشبهات التي قد تلحق بالصحابة زرافات ووحدانا حتى لا تهون مكانتهم ولا تنحسـر منزلتهم، وحتى نعذر إلى ربنا ولا نترك الساحة فارغة لمن يطعن في الصحابة أو يبخسهم قدرهم، لعلنا نزيح عن ظهورنا طرفاً من ثقل الذنب الذي نشعر به، ونسقط عن كواهلنا شيئاً من فداحة الإثم الذي سيلاحقنا إن نحن صمتنا أمام تلك الهجمة الشرسة على حراس الدين وحملة الرسالة إلى العالمين؛ أصحاب النبي ص.
نسأل الله أن تكون سلسلتنا هذه ميمونة
مباركة تشفي العلة وتروي الغلة وتبطل الزيف وترد الحيف، وتبرأ ساحة الصحابة
الأطهار عليهم سحائب الرحمة والرضوان.