لكل امرئ في الحياة الدنيا أجل مكتوب، متى استوفاه فارق هذه الحياة بمتاعها وأوضارها، واستأنف حياة جديدة، من حق المؤمنين أن يغتبطوا لها، لا أن يفزعوا منها، لأن لقاء الله سعادة ومغنم، والآخرة بلا مراء خير وأبقى. والإنسان متى اختتم صفحة حياته، لا يستصحب معه درهما ولا دينارا، ولا يأخذ ضياعا ولا ديارا، ولكنه يترك هذا كله لأهله والأقربين إليه ولأصحاب الحقوق عليه. فالمرء منا مهما طالت به الحياة فهو إلى الآخرة صائر، تاركا من بعده آله وأقرباءه، مخلفا ثروة الذكرى وثروة المال، والذكرى ميراث لا يقبل التجزئة، ونصيب الوارث فيه على حد سواء. أما المال فهو مثار النزاع بينهم إن ترك فيه الأمر لهم، ولكن ربك الحكيم العادل قد وضع للمواريث الموازين العادلة، وحددها للناس تحديدا، ليأخذ كل ذي حق حقه بعيدا عن الظلم وعن النزاع والخصام. ولأهمية علم الميراث وصعوبة مأخذه رأينا أن نيسره تيسيرا، وأن نذللـه للطلاب تذليلا، فوضعنا رسالتنا هذه، والله بعملنا نقصد وبه نستعين.