جعل المتنبي لحياته معالم بارزة سار فيها مدى حياته، وإن كنتُ لا أوافقه على بعضها، ولكنها خُطَّتُه لنفسه، وكل نفسٍ بما كسبت رهينة.. فهو يرى أن الدنيا مُنَاهَبَةٌ، وحَلْبَة مُصارعة، لا ينجح فيها إلا صاحبُ الرأي والشجاعة، والقوة، ولذا فهو أحياناً يمجد القوة وأصحابها. ويرى أن العلاقات في الدنيا مبنية على المنافع المتبادلة، وأما دعوى التعاون، والتوادّ، والرفق بالضعيف، فهذا هدرٌ للقدرات، ودفنٌ للمواهب، وقد زَلَّ أيَّما زَلَّة، ورُبَّ زلة تورث ذِلَّة.. ولذا فإنك تجد أنه يخدم في غالب شعره مصالحهُ الشخصية الذاتية الخاصة، ولو احتاج في ذلك إلى الكذب، والمبالغة، وهذا منهجُه وديدنُه.
جعل المتنبي لحياته معالم بارزة سار فيها مدى حياته، وإن كنتُ لا أوافقه على بعضها، ولكنها خُطَّتُه لنفسه، وكل نفسٍ بما كسبت رهينة.. فهو يرى أن الدنيا مُنَاهَبَةٌ، وحَلْبَة مُصارعة، لا ينجح فيها إلا صاحبُ الرأي والشجاعة، والقوة، ولذا فهو أحياناً يمجد القوة وأصحابها. ويرى أن العلاقات في الدنيا مبنية على المنافع المتبادلة، وأما دعوى التعاون، والتوادّ، والرفق بالضعيف، فهذا هدرٌ للقدرات، ودفنٌ للمواهب، وقد زَلَّ أيَّما زَلَّة، ورُبَّ زلة تورث ذِلَّة.. ولذا فإنك تجد أنه يخدم في غالب شعره مصالحهُ الشخصية الذاتية الخاصة، ولو احتاج في ذلك إلى الكذب، والمبالغة، وهذا منهجُه وديدنُه. ويرى أن الصداقة بين الناس مبنية على المصالح، والوصول إلى أهداف شخصية، وأنها قائمة على المجاملات والكذب والتزويق، وهذا في نظري فسادٌ في توجيه خُلُقِ الصداقة، وفلسفة سيئة لهذه الظاهرة الإنسانية العظيمة..