صدرت هذه المسرحية عام 1959 وعلى غرار أعمال سوندرز الأولى فقد جاءت في فصل واحد وقدمت في الإذاعة. وقد قدمت إذاعيا أيضا في البرنامج الثقافي المصري حيث قام الراحل الشريف خاطر بترجمة العنوان إلي "السمان المقتول". إلا أن المسرحية تحمل اسم "بارنستيبل"، وهي شخصية يتحدث الجميع عنها ولكنها لا تظهر مطلقا. ما الذي يهدف إليه سوندرز من تصوير مجتمع برجوازي صغير تنتهي المسرحية بفنائه تماما فيما عدا شخصية واحدة وهي دافن التي لا تلقي بالا إلى أي شئ يحدث حولها سوى ترتيب الزهور واحتساء الكاكاو؟ ينشغل الجميع بتكاثر حيوان الخلد الذي يحفر تحت الأرض، بشكل غير مرئي، وفي الوقت ذاته لا يشكل انهيار الجانب الغربي من المنزل أي صدمة لقاطنيه. الجميع مطمئن إلى معتقداته المتعلقة بالتوافق مع الشكل الاجتماع، فيقول تيتر أنه "ليس في الإمكان أبدع مما كان"، وتهيم ساندرا غراما بالخطاب الرجعي الذي يدور حولها، في حين يدعو كاربوي (الذي شارك في الحرب) إلى "حكم متوازن في ضوء تقييم الموقف"، ولا يلقي أحد بالا إلى هيلين التي تكرر "هناك كارثة ستقع حتما". وعلى الرغم من تكرار هذه النبوءة وعلى الرغم من انهيار الدور العلوي من المنزل وعلي الرغم من موت هيلين، لا أحد يحرك ساكنا. إنه الجمود واللامبالاة والتبلد، وعدم القدرة على مواجهة الحقائق وهو ما يعد من سمات تلك الطبقة التي أراد سوندرز أن يطلق صرخة تحذير عبر تصوير سلوكها السطحي.