سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
تطرح رائعة شيمت «اعترافات زوجية» والتي لم تلق رواجاً كأعمال المسرحي الفرنسي الأخرى، مثل «مسيو إبراهيم وزهور القرآن» و«أوسكار والسيدة الوردية» سلسلة من الأسئلة الفلسفية حول طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة داخل كنف الأسرة، وتتبنى ضرورة التمسك بالأسرة واستمرارها.
وتتمحور أحداث المسرحية حول شخصيتين هما «جيل» الزوج، و«ليزا» الزوجة التي تحاول أن تساعد زوجها الذي تعرض في وقت سابق لحادث غير معروف فقد على إثره الذاكرة، ولم يعد يتذكر حياته السابقة، بما في ذلك حياته الزوجية.
ومن خلال التفاصيل اليومية داخل منزل الزوجين، لم تيأس ليزا من عودة الذاكرة المفقودة إلى زوجها. يتعرف بعد ذلك جيل إلى ماضيه من خلال قصص زوجته التي تخبره أنه كاتب شهير، وله عدة كتب منشورة، وأخرى بصدد النشر؛ إلا أن ما كان يؤرق بال الزوج جيل هو معرفة الحادث الذي تسبب في فقدانه للذاكرة، وتحت إصراره الشديد، تخبره ليزا بحادثة سقوطه على رأسه في درج المنزل، بعد أن حاول قتلها، ليشعر جيل بالحزن ويقرر مغادرة المنزل؛ إلا أن الزوجة ليزا تخبره بتمسكها به ومسامحتها له.
وفي وتيرة متصاعدة من الأحداث الدرامية، يكتشف جيل بعد أن تعود إليه الذاكرة إثر سماعه مقطوعة موسيقية، أن زوجته هي التي حاولت قتله بضربه في رأسه بقنينة؛ حينذاك تقرر ليزا الرحيل، لكن الزوج يلتمس منها البقاء؛ إذ أن «قدرها هو أن تبقى زوجته مهما حصل».
كما تضمن الكتاب دراسة نقدية حول المسرحية كتبها الدكتور محمد شيحة تحت عنوان «اعترافات زوجية.. ترويض للمرأة أو الرجل؟» نقرأ مجتزءا من متن الدراسة «إيريك شميت» يشعرنا في أعماله بصفة عامة، وفي هذا النص بصفة خاصة، أنه في رحلة بحث عن إطار جديد لفنه الدرامي، وعن صيغة متطورة تناسب العصر، وقد كان المفهوم التقليدي للتحول يعني تغير الأحداث أو المواقف من النقيض إلى النقيض وفقاً بقانون الأحتمال أو الضرورة، أما الاكتشاف فيعني الخروج من حالة المعرفة إلى المعرفة، أو يعتبر معرفة يقينية لحقيقة كانت مجهولة، على أن يكون ذلك نابعاً من الأحداث ومرتبطاً بالموضوع، وبهذا المعنى يعتبر الاكتشاف قائماً بين طرفين من البشر، ويتم على مرحلتين، في الأولى يعرف الطرف الأول شيئاً عن الطرف الثاني.