العسكريين هم الدرع الواقي للوطن، الذين يعتمد عليهم في الدفاع عنه والتصدي لكل عدوان خارجي أو داخلي يتعرض له، وهم السد المنيع في مواجهة  وردع كل من يحاول زعزعة الأمن، نظراً لما يتسم به العمل العسكري من الشدة والانضباط وكثرة التدريبات البدنية والميدانية بشكل يضمن جاهزيتهم للعمل في الظروف الصعبة.

وتحف العسكريين أثناء قيامهم بواجباتهم الوظيفية الكثير من المخاطر عند تعاملهم مع العدو الخارجي في ساحات القتال، أو عند قيامهم بدورهم في حماية الأرواح والأموال وضبط مرتكبي الجرائم، منها الإصابة أو الوفاة أو الوقوع في الأسر، لذلك خصهم المشرع بقانون خاص ينظم شؤون تقاعدهم وصرف التعويضات والمكافآت التي يستحقونها، وهو القانون رقم 69 لسنة 1980 بشأن قانون معاشات ومكافآت التقاعد للعسكريين. الذي أعطى للعسكريين حقوقاً ومزايا تتناسب مع طبيعة عملهم العسكري، تكون سبيلاً لمنع تسرب العسكريين من الجهات التي يعملون بها، وكفيلة باستقطاب الشباب الوطني للانخراط في السلك العسكري.

ولأنه يصعب على فئة العسكريين ومن في حكمهم من الخاضعين لقوانين معاشات ومكافآت التقاعد للعسكريين التعرف على ما يطرأ على قوانين التأمين الاجتماعي من تعديلات وقرارات منفذة لها، لكثرة تشعباتها  وتفاصيلها، جاء هذا الكتاب ليتم من خلاله تحديد مفهوم التأمين الاجتماعي وتتبع التطور الذي طرأ عليه، والتعرف على نطاق تطبيق قوانين معاشات ومكافآت التقاعد للعسكريين من حيث الزمان ومن حيث الأشخاص الخاضعين لها، وبيان مدد الخدمة التي يتم احتسابها لاستحقاق المعاش التقاعدي أو مكافأة التقاعد، وما يستحقونه من معاشات ومكافآت وتعويضات وغيرها من الحقوق التأمينية عند تعرضهم لأحد المخاطر الاجتماعية التي يغطيها القانون، وعرض للأنظمة الأخرى التي تبناها المشرع في سبيل زيادة المعاشات والمكافآت، دون إغفال للإجراءات الواجب اتباعها عند نشوب النزاع حول تطبيق أحكام تلك القوانين.