لم يكن في المدينةِ إلا أفواهٌ تنهش، وأكفٌ تنبش، وحينها أيضاً لم يكن في المدينةِ إلا بعض مسخٍ غاظهم أني ولدتُ غيمةً في كنفِ بدوي استطال ليكون أفقاً فلم يرضهم ذلك، وأخذو فأساً ليمزقوا ستر الشجرة، عصفوا بأغصانها، قطعوا أجزاء منها، فزعت العصافير، فردت أجنحتها الصغيرة، ولم يكن لديها من العزم ما يمكنها من الابتعاد فظلت تحوم.