المؤلف في سطور
            هو أحمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم القاضي، ولد ببلدة المراغة من أعمال مديرية جرجا بصعيد مصر سنة ألف وثلثمائة هجرية من أسرة عريقة في خدمة العلم والقضاء، توارث القضاء فيها خلف عن سلف، ومن قِبَل هذا تلقب بأسرة القاضي.
            ولما شدا وترعرع دخل مكتب القرية وحفظ الكتاب الكريم وجوده، ثم رحل إلى الأزهر يطلب فيه العلم سنة (1314هـ)، وحفظ كثيرا من المتون المتداولة في تلكم الحقبة، وتلقى العلم على جلة أشياخه كالأستاذ محمد عبده، ومحمد بخيت الحنفي المطيعي، ومحمد حسنين العدوي، وأحمد الرفاعي الفيومي، في جماعة آخرين.
            ثم اتجهت عزيمته إلى دخول دار العلوم، وكان قد شارف النهاية في الدراسة الأزهرية، فانتظم في سلك طلبتها حتى تخرج فيها سنة (1326).
            وتولى التدريس بالمدارس الأميرية، ثم عين ناظرا لمدرسة المعلمين بالفيوم، ثم تولى التدريس بكلية غردون أستاذا للشريعة الإسلامية واللغة العربية، ثم رجع إلى مصر أستاذا للغة العربية والشريعة الإسلامية بمدرسة دار العلوم.
            وقد ندب لإقراء علوم البلاغة في كلية اللغة العربية (شعبة البلاغة والأدب) بالأزهر الشريف، وتخرج على يديه من تفخر بهم المعاهد الدينية من علماء التخصص، وهم زهرة شبابها الناهض، والقائمون بأعباء التدريس بها في مختلف الفنون.
            له كثير المؤلفات التي رزقت حظا من الشهرة وانتفع بها الجم الغفير من الطلاب في معاهد العلم المختلفة (انظر بعض مؤلفاته في ظهر غلاف الجزء الثاني من هذا الكتاب).
            توفي بالقاهرة سنة (1371هـ) الموافق لسنة (1952م)، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن الدين وأهله خير الجزاء.
            وقد أخذ غالب هذه الترجمة من كتاب «تاريخ علوم البلاغة والتعريف برجالها» للعلامة أحمد مصطفى المراغي (ص219-220).