كانت تلك القطرة تتساقط عندما كانت الأهرامات لا تزال جديدة، وعند سقوط طروادة، وعندما أرسيت قواعد روما، وعندما صلب المسيح، وعندما أسس الغزاة الإمبراطورية اليونانية، وعندما أبحر كولومبوس، وعندما كانت مذبحة ليكسنجتون لا تزال خبرًا. إنها تتساقط الآن، وستظل تتساقط عندما تصبح كل هذه الأشياء في عصر التاريخ، وغسق التقاليد، ويبتلعها ليل النسيان الكثيف. هل لكل شيء غرض ومهمة؟ هل ظلت هذا القطرة تتساقط بصبر طوال خمسة آلاف عام، لتكون هناك عند احتياج هذه الحشؤة الإنسانية التي تلتقط أنفاسها إليها؟ وهل لديها أمر مهم آخر تحققه بعد عشرة آلاف عام؟ لا يهم. مرت أعوام عديدة وعديدة ممنذ حفر الخلاسي البائس الحجر، من أجل أن تتجمع القطرات التي لا تقدر بثمن، لكنحتى هذا اليوم، فإن أطول شيء يحدق إليه السائح، عندما يأتي لرؤية معالم كهف ماكدوجال، هو ذلك الحجر المثير للشفقة وذلك الماء الذي يتساقط ببطء. ويقف كأس إنجون جو في أول قائمة عجائب الكهف، حتى أن قصر علاء الدين لا يستطيع أن ينافسه.