وعلى الطرف البعيد من مدينة پاپيت، جلس ثلاثة رجال على ضفة البحر تحت شجرة پوراو. منذ عهد بعيد حدث ما حدث، تفرق الجمع وغادروا الأوطان تباعًا، كوكبة من شتى الرجال والنساء والتجار وضباط البحرية وهم يؤدون رقصتهم، أذرعهم تحيط بالخصور وأكاليل من الزهور تتوج رؤوسهم. ومنذ زمن بعيد، أطبق الظلام والصمت على المدينة الوثنية الحقيرة، وطاف ذلك البيوت من حولها حولها، ولم يعد ينيرها شيء سوى قناديل الشوارع، مُضفية على المشهد هالات متوهجة مثل هالات يراعات الحُباحِب بين الأزقة الظليلة، أو لترسم أطيافًا مضطربة تنعكس على مياه الميناء، حيث أصوات الشخير تعلو.