يعكس الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان للكاتبة منى حمزة بعنوان "ضحك السحاب" مشاعر الكاتبة وأحاسيسها بإزاء الأشياء التي تحيط بها التي تمنحها روحا منها. وتحرص الكاتبة في ظل الموج العاتي من التقنيات ومظاهر الحضارة المادية أن تؤنسن الأشياء بمنحها حواس السمع والبصر وعواطف الحب والود. يتجلى ذلك في العنوان الذي اختارته الكاتبة لنصوصها بدلالاته السيميائية والنفسية والفيزيائية، فهي لا تتعاطى مع الشجرة بوصفها سليلة مملكة النبات، وإنما تتعامل معها كجارة وصديقة (أنثى) تبثّها همومها وأحلامها وتحكي لها قصصها، وربما تعاتبها. وهكذا يأتي العنوان من تداعيات السحاب وصفاته في علوه وكرمه، فالسحاب فأل خير بما يحمل من مطر وخير، وهو يمر سريعا، فيقال "مرّ السحاب"، وهو يتعالى، فيقول الشخص حينما يسأل حاله: "فوق السحاب"، ولكن الكاتبة في عنوانها ترمز إلى التعالي عن صغائر الأمور الضغائن إلى مرتبة الرؤية الواسعة التي ترى كما يقال بعين الصقر، من فوق، فينتابها الضحك على ما يجرى من تفاصيل يطويها النهار مع مغيب شمسه.