إن كتابِي «منجد الطالبين» في فن التصريف الذي وضعته لطلاب الشهادة العالية لكلية اللغة العربية -إحدى كليات الجامعة الأزهرية- قد اشتمل على تطبيقات وتمرينات صرفية كثيرة متنوعة، تحتاج إلى عمل ودقة بحث وبصر بقواعد هذا الفن، ولم أدع قاعدة دون تمرينات تأخذها من جميع نواحيها، مما لا يستطيعها إلا الطالب الجاد غير الهازل، المثابر المجد لا المتواني العابث، ولم أكتف بالتمرينات العملية بل أضفت إليها كثيرا من أسئلة القواعد التي هي أشبه بالتطبيقات العملية منها بالقواعد العلمية، فالإجابة عليها تحتاج إلى التطواف في الكتاب كلّه، وربما تؤخذ بالالتزام لا بالتصريح، مما يحمل الطالب على كثرة الاطلاع والمزاولة، وذلك من غير ريب يخلق فيه ملكة في هذا الفن اللغوي الجليل، وهذا أسمى ما تهدف إليه الدراسات الجامعية، وما يحاوله القائمون على دراسات العلوم العربية.
            ولقد لمحت في السنوات القريبة مذ ظهر كتابي «منجد الطالبين» أني قد شارفت مع طلابي هذه الغاية النبيلة أو أني في سبيلي إليها.
            وقد أراد الطلاب أن يكون لهم مقياس يقيسون عليه إجابتهم على هذه التطبيقات، يردهم إلى الصواب إذا ما تنكبوه، ويسرهم إذا ما أصابوه، فمن تنكب الصواب اهتدى بهذا الكتاب، ومن وفق إلى اللباب وعرف الباب اطمأن إلى عمله وضاعف من عنايته، وأما الآخر فسيحاول -إن كان ذا رغبة في الاستفادة- أن يتلمس الطريق السوي الذي ينتهي به إلى الصواب، فلبيت رغبتهم، ووضعت لهم كتابي هذا، وأسميته «دليل المنجد».
            وأضرع إلى الله أن ينفع به الطلاب، ويجعله خالصا لوجهه الكريم، وهو وحده المسؤول أن يبلغنا المأمول.