لا بدّ أنك سمعت أن قيادة الأشخاص المبدعين تشبه ترويض القطط. لا أتفق مع هذا القول على الإطلاق، بل إنني أرى في هذا القول تشبيهًا مهينًا، ذلك أنك إنْ وظّفتَ أشخاصًا لامعينَ يتميزون بدرجة عالية من الدافع الداخلي، فسيكون الأمر أشبه بترويض النمور (تلك الكائنات القوية التي لا يمكن جمعها في قطيع واحد، ولكن لا بدّ من أن تتولى قيادتها بعناية وبطريقة فردية واستراتيجية).
ومع ذلك، لا يتّضح في أذهان العديد من القادة المبدعين الذين قابلتهم إطارٌ واضح لكيفية تنفيذ ذلك. لقد حصلوا على ترقيات من المنظمات التي يعملون فيها، ثم وجدوا أنفسهم يقودون أشخاصًا كانوا أقرانهم من قبل، وهم يرون في رئيسهم السابق المثال الوحيد على كيفية قيادتهم لفريق العمل، علمًا أنه لم يكن أكثر من شخص أحمق (أو ضعيف، أو متملق، أو ربما كان قائدًا رائعًا إذا كانوا محظوظين). لذلك، وبغض النظر عن قدرتهم الإبداعية على أن يكونوا أعضاءً في الفريق، بمجرد ترقيتهم إلى وظيفة قيادية، يجدون أنفسهم يتساءلون: «ما الذي عليّ فعله الآن؟».