إن الفقه عماد الحق، ونظام الخلق، ووسيلة السعادة الأبدية، ولباب الرسالة المحمدية، مَن تحلّى بلباسه فقد ساد، ومَن بلغ في ضبط معالمه فقد شاد. ومِن أجلّه تحقيقا، وأقربه طريقا: مذهب إمام دار الهجرة النبوية، واختيارات آرائه المرضية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن يُرد الله به خيرا يُفقههُ في الدين». ومن الواجب على كل مكلف: الإحاطة بمُهمات الوضوء والصلاة والصوم، والزكاة والحج على أهلها، وما يحتاج إليه المرء في معايشه: كعلم التجارة في حق التاجر. فلأجل ذلك الفضل والأهمية ألف العلماء المؤلفات الطوال والقصار، وسعوا لنشر أحكام دين الله تبارك وتعالى، وتبسيطها لطالبيها. ومن الأئمة المبرزين، والعلماء العاملين المحققين: العلامة الشيخ محمد بن محمد بن أحمد السنباوي المالكي الأزهري، الشهير بالأمير. وكتابنا هذا عبارة عن مختصر لطيف، في الإيمان والعبادات والمعاملات، على ما يحتاجه الإنسان من فروض الأعيان وزيادة قليلة. وهو من الكتب المميزة، إذ يقل في متون المذهب المالكي هذا النوع من الكتب المتوسطة، فغالب الكتب بين مبتدئة ومنتهية.