لم يحظَ نص أدبي مجري معاصر بما حظيت به رواية «السكينة» من احتفاء في هنغاريا وخارجها منذ صدورها سنة 2001، فقد صدرت بطبعات عديدة في بودابست، وما تزال تلاقي رواجها الأدبي في موطنها، وسرعان ما تلقفتها دور النشر في غالبية البلدان الأوروبية والأمريكية.
اعتبرت رواية السكينة أفضل رواية مترجمة في أمريكا لعام 2001.
يجدر القول إن رواية السكينة قد وضعت كاتبها أتيلا بارتيش حالا في المقدمة إلى جانب الروائيين المبدعين المعاصرين، وجعلته يتفوق على أبناء جيله في شهرته العالمية بعد أن تُرجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة أوروبية، إضافة إلى ما أحرزه الكاتب عليها من جوائز أدبية في هنغاريا.
نص ما بعد حداثوي من حيث البناء، وعلى النقيض من عنوان الرواية، فإن محتواها يفتقر تماما إلى السكينة.
تدور أحداث الرواية في فترة استبداد الحزب الواحد حتى انسحاب الجيش السوفييتي من المجر عام 1991، وتَشكُّل النظام السياسي الجديد سلميّا هناك. هذه الفترة الاستبدادية هي الخلفية العميقة لأحداث الرواية.
ما يقيد البطل ليس فقط العلاقة المتناقضة بأمه - الممثلة المعتزلة المريضة نفسيا - التي يعيش معها في بيت واحد ويرعاها، بل يقيّده أيضا ما أقامته حبيبته (ذات المصير التراجيدي كذلك) من جدران وعوائق في وجهه ليبقى محاصرا حتى في السجن المجازي للحب.
رواية جديدة بامتياز نأمل منها أن تضيف شيئا إلى المكتبة العربية، وأن تحقق كثيرا من المتعة والفائدة للقارئ العربي.