كرسالة طويلة كُتبت لساعات، أنهكها العتاب، بللتها الدموع. تراجعتُ عن إرسالها في لحظة كبرياء غاضبة، كدعوة عابدٍ صادقة "يطلبك من الله" فمن غير الله قادرٌ على أن يأتي بك.
لي في صدرك باب كلما طرقتُه أقفلتَه.
ولك في ذاكرتي ثقب كلما انسَبت منه جمعتك.
وقبل أن تنفض غُبار حُبي عن صدرك، سأُطلق من ذاكرتي سراح حبك، حسبي ربي "وحده يعلم ما بين قلبي وبينك".
إلى من كتبته بطلًا لروايتي فتسلل منها هربًا قبل أن أكتب الفصل الأخير.
دسسته بين دعواتي التي رتلتُها إلى الله، بصدقٍ وخشوع كما علمتني غنيمة.
فلا النهاية اكتملت!
ولا دعواتي به تحققت!
أخيرًا بعد هذه السنوات الطويلة، أقول لك وداعًا..
وضعت الأقلام وأغلقت الكُتب.
"هجرتُك اليوم بإذن من الله".