سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
حين يوضع الوطن مع الغربة في ميزان الحياة، فحتماً ستميل كفة الوطن بزاوية حُب تجاه أحلامنا عوضاً عن الغربة، ولكن دائمًا ما يأبى طموحنا التخلي عن الحلم وإن كلفنا الأمر عُمراً فنغترب، وبرغم ذلك يمكننا أن نضرب بجميع أحلامنا عرض الحائط إذا جُرح الوطن أو أنَّ، فنأسف على ما حَلّ به وعلى مسافة امتدت بيننا قطعناها بأيدينا بعيداً ودفعنا ثمنها. لا مرادف يُنصف الوطن أبداً، ولا نص يكفي للحديث عنه، هو الفضل، هو الخير، هو الكل، ومهما تغرّبنا، فهناك حنينٌ دوماً يأخذنا إليه. نحن قطعة من بلادنا نتحرك بما حملنا، أرضًا بأرض، وسماءً أسفل سماء، مغتربين عن أوطاننا، وغربة أوطاننا مجموعة فينا، وكل ما نخفيه في القلب من تمرد عليه؛ يفضحه دوماً حنيننا إليه. فارقت أجسادنا الأماكن، وبقي الهواء عالقاً في رئتينا، فارقنا أحبتنا وبقيت وجوههم عالقة بالذاكرة، فسرنا وداخلنا شعبٌ كاملٌ من وجوه من نُحب، وسار القلب أرضاً لوطنٍ نسكنه، ويسكن فينا، ودموعنا نهراً جارياً تمتد من عيوننا إلى صميم قلبه، وحين تنقطع أنفاسنا نستنشق هواءً يهب من ناحيته! السلام لوطن هو أول المنافي وآخرها، وجهة القلب وقبلة الروح، ميثاق القلب وعروته التي لا انفصام لها، السلام لدفء ذكراه، وعليه منّا السلام ورحمة الله، ومحبته وأمانه حين يعطينا الأمان مهما تمردنا، وبركاته التي تحيطنا أينما حللنا.