لقد ازدهرت أساطير البشرية وألهمت الإنسان على مدار تطورها كل ما أبدع حتى الآن على مستوى الفاعلية الإنسانية ، سواء منها الجسدية والروحية ، وذلك إلى المدى الذي يتسع إليه العالم ، وفي الأزمنة جميعاً وفي خضم الشروط المختلفة . ويمكن القول دونما مبالغة إن الأساطير تمثل الراقد السّري الذي تتدفق عبره طاقات الكون التي لا تُستنفد لتصب في ظاهرات الثقافة البشرية . إن الأديان ، الفلسفات ، والفنون ، وأشكال التجمعات البدائية والمتحضرة ، والاكتشافات الأولى للعلم والتقنية وحتى الأحلام ذاتها التي تخلق معنى للنوم ، كل ذلك إنما يختمر ويتصاعد من اللحن السحري للأسطورة .