توافر حكايات الكتّاب الشباب على خيط ناظم، مفاده أن "أوطان الغير لا تصنع السعادة. قصص مختزلة ومكثفة، مفعمة بخيالاتها وأساليبها وسردياتها وحبكتها وشخصياتها. تتنوع الحكايات، وتتعدد الأزمنة والأمكنة والأصوات، تتفاوت الكتابات باختلاف التجارب والمواهب، لكنها تلتقي بانتماء جلّها لما بعد الحداثة. يقود بعض القصص أبطال بمعالم واضحة، تسير بخطى ثابتة، وآخرون أقرب لصفات "البطل المخالف للعرف"، لتردّدهم، وعدم سيطرتهم على ذواتهم، و تحركهم في عوالم الحلم والوهم واللا وعي واللامعقول، حيث كل شئ ممكن. يتنقّل القارئ بين من يخلط بين الحقيقة والخيال، ومن يغيب عن الوعي ليستيقظ من النوم لمجافاة الأوهام، وعاشقة لحبيب لا وجود له، وميِّتة لا تدرك أنها توفّت منذ مدة، ومن يكره ذاته الثانية الغائبة، ومن يرتكب جريمة كي يكتب قصة، ومن يعيش قصصا لا وجود لها في الواقع. اختلاط الأحلام والأوهام بالواقع يغوص بجلّ القصص في أجواء سريالية غرائبية ممتعة.
إبداعات شبابية واعدة، الآن وقد اكتسب القصّاصون تقنيات الحبكة الرّوائية، ونحث الشخصيات، والمسك بخيوط السرد، وتوظيف الحوار، ولعبة التشويق والإثارة. بدايات تحمل في أشرعتها عددا من الأقلام الأنيقة، بثرائها اللغوي وفنّ القصّ، من شأنها أن تنعش الآمال في المستقبل، وتثري الأدب الارتري العربي.