المؤلف : د. وجيه يعقوب سنة الإصدار : 2021 تُعَدُّ مرحلةُ الطفولة والمراهقة من أهمِّ المراحل العمرية التي يمر بها الإنسانُ في حياته؛ ففيها يكتسب المرءُ معظمَ صفاته وطباعه، ومن ثم حرص العلماءُ والكُتَّابُ على دراسة هذه المرحلة المهمة، من أجل تقويم النشء وتنشئتهم على معاني الرجولة والاستقامة والبطولة، فإذا أردنا النهوضَ بالمجتمع والارتقاءَ به؛ وجب علينا تسليط الضوء على تلك المرحلة، فشبابُ اليوم هم رجالُ الغد، وما نَغرِسُه فيهم وهم صِغارٌ؛ هو ما سوف نحصده عندما يكبرون. يُقَدِّمُ هذا الكتابُ للقارئ عددًا من الشخصيات الناجحة في صورة قَصَصِية مشوقة، محاولًا رصدَ مظاهرِ النجاح والتفوق لديهم مُذْ كانوا أطفالا، حتى تكون مثالاً يُحْتَذَى لكل من يبحث عن التميز والنجاح؛ فهؤلاء لم يصبحوا أبطالا فجأة أو بمحض الصدفة، بل كانوا – وهم في عمر الزهور – يدركون مواطنَ القوة وجوانبَ الضعف في شخصياتهم، ومن ثم قاموا بتنميتها وتهذيبها وصَقْلِها، حتى تَهَيَّأَ لهم ما أرادوا. إن مظاهر البطولة والفتوة ليست في قوة البنيان والعضلات فحسب، وإنما تتجسد أيضًا في تحصيل العلم والمعرفة، وحسن السلوك والعمل، والارتقاء بالأخلاق، وفي الاقتداء بالصالحين والنابهين، ولا شك أن هذا الأمر ليس سهلا ولا هينا، فمن أراد أن يترك بصمة حقيقية وذِكْرًا حميدًا؛ لا بد أن يبذل مزيدا من الجهد والعرق، وأن يستثمر كل لحظة في حياته من أجل الوصول إلى هذا الهدف.